الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في الندوة الصحفية الخاصة بكتاب "مادام في الثورة التونسية نساء": مـسـتـقـبل تـونـس في نسـائها

نشر في  11 سبتمبر 2015  (16:26)

 بحضور كل من السينمائية والنائبة السابقة في المجلس التأسيسي سلمي بكار والجامعية رجاء بن سلامة والمسرحية زينب فرحات والجامعية سنية بن مراد، قدم الاعلامي المنصف بن مراد صباح اليوم الجمعة 11 سبتمبر كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "مادام في الثورة التونسية نساء" وذلك خلال ندوة صحفية عقدت بفضاء التياترو بالمشتل. 

في البداية أكد الاعلامي المنصف بن مراد أن هذا الكتاب يعتبر وثيقة دونتها "بطلات" تونسيات لتظل شاهدة على تاريخ الحركة النسوية التونسية ونضالهن ضدّ الظلامية وحربهن ضدّ كل من يحاول العودة بهن الى الوراء.

وأكد بن مراد خلال مداخلته أن اصداره لكتاب "مادام في الثورة التونسية نساء" هو عبارة عن واجب أخلاقي وتاريخي وتكريما لتاريخ المرأة التونسية وللتونسيات الحرائر اللاتي كن دروعا لحماية مجلة الأحوال الشخصية وكذلك الجمهورية وحقوق الانسان الأساسية.

وذكر المنصف بن مراد أن المرأة التونسية شاركت في الثورة ومن غير المعقول ان يتم اقصاؤها من المشهد السياسي واعتبارها مجرّد "حرقوس" يزيّن المحافل ووزارتي المرأة والثقافة، مضيفا ان مستقبل تونس في نسائها. كما نادى بضرورة توحيد صفوف الحركات النسائية بهدف تغيير موازين القوى حتى تتمكن المرأة من مواجهة المد الذي يحاول إقصاءها من الحياة العامة.

من جهتها أكدت الاستاذة الجامعية رجاء بن سلامة والتي كانت لها مشاركة في الكتاب، أن هذا المنشور هو مليئ بالحياة ويتصدى للمشهد الذكوري للمجتمع التونسي ناهيك ان التاريخ كتب بعيون ذكورية. كما كشفت رجاء بن سلامة أنه تم -هذه السنة- بعث ماجستير للدراسات النسائية في كلية منوبة سيهتم بدراسة النضال النسوي التونسي.

ومن بين اللاتي سجلت حضورها في كتاب "مادام في الثورة التونسية نساء" نجد سلمي بكار التي ذّكرت خلال مداخلتها بانجازات المرأة التونسية وبقوتها وجرأتها التي جعلتها في الصفوف الأولى للمظاهرات والمسيرات ومحاربتها لكل فكر ظلامي، معبرة عن استيائها من محاولة الحكومات المتتالية اقصاء المرأة من المشهد السياسي، وعرجت بكار على قرار عدم تعيين أية امرأة في منصب والية، حيث اشارت الى أن المرأة لا تستحق فقط ان تكون في هذا المنصب بل كذلك تستحق منصب رئاسة الجمهورية.

من جهتها، أشارت زينب فرحات أنّ نساء تونس هن مناضلات كل من جهتها، وتحدثت فرحات عن الدور الكبير الذي تلعبه المرأة التقدمية في بناء مجتمع سليم مشيرة الى أهمية مسيرة 13 اوت 2012 التي شكلت منعرجا في تاريخ النضال النسوي. واعتبرت فرحات أنّ حركة النهضة -بغبائها- سعت لتغييب جذور النضال النسوي لكن نساء تونس هبت كلها وقالت لا للمشروع الرجعي ودفعت في اتجاه التوحد حول تونس منفتح وجميل.

ختاما، ذكرت سنية بن مراد في مداخلتها أن مثل هذه الاصدرات من شأنها أن تعيد الأمل لأبناء وبنات الشعب التونسي، مضيفة أن الكتاب يعد -اضافة الى تكريمه لعديد الوجوه النسائية المناضلة- فإنه وثيقة ستذكر انجازات وتضحيات المرأة في شتى المجالات.. ومما ذكرته سنية بن مراد اننا ننسى أحيانا هامات نسائية أعطت الكثير لتونس على غرار عزيزة عثمانة والسيدة الصنهاجية.

لمحة عن كتاب " مادام في الثورة التونسية نساء"

يتضمن كتاب "مادام في الثورة التونسية نساء"، في جزأيه العربي والفرنسي، شهادات لـ25 امرأة من الوجوه البارزة في المجتمع، قدمت كل منهن قراءتها للنضال النسوي في تونس منذ 17 ديسمبر 2010. كما يتضمن الكتاب 76 صفحة بالألوان توثق بالصور نضالات المرأة التونسية.

وفي المؤلف أيضا حيز هام سلط فيه الكاتب الضوء على نضالات التونسيات في الفترة التي سبقت الإستقلال. .وقد جاءت النصوص باللغة العربية من إمضاء: ألفة يوسف، بشرى بلحاج حميدة، جمعة الحاجي، بسمة الخلفاوي بلعيد، جمعة جلابي حاجي، يسرى فراوس، ليلى خالد عبيد، لينا بن مهني، مباركة عواينية البراهمي، نائلة السليني، نجوى مخلوف، راضية الجربي، رجاء بن سلامة. أما الشهادات التي وردت باللسان الفرنسي، فكانت بتوقيع: سنية بن مراد، ليلى تميم بليلي، سلمى بكار، مريم بلقاضي، نورة بورصالي، خديجة الشريف، زينب فرحات، جودة غراب، مية الجريبي، دليلة مصدق، وفاء مرزوقي، سعدية مصباح، ليلى طوبال".

ويقول بن مراد في مقدمة الكتاب: "لقد كنت خلال السنوات القليلة الماضية شاهدا على مقاومة النساء الرّائعة في الأنهج وفي الحرم الجامعي، وفي وسائل الإعلام، وفي المحاكم، وفي المجلس التأسيسي، بينما كان بعض الساسة الرجال يقدّمون تنازلات أو يرفضون المقاومة.

لقد سكنت هذه الصور جزءا من أحلامي حتى أنّ فكرة أفاقتني من نومي: لم لا كتاب «شهادات وذاكرة» تحية للنساء اللواتي لم يساهمن في تأسيس الجمهورية فقط، وإنّما في انقاذ مبادئها وأسسها، أفلم يكنّ الحصن والإعصار الخيّر؟ كتاب عن الماضي القريب ومتطلع الى المستقبل. إذ كيف لنا أن ننسى قصّة إمرأة تونسية عمرها 3 آلاف سنة؟ كيف لنا أن ننسى قصّة نساء كتبن ملاحم بأحرف من نار؟ نساء الماضي ونساء الحاضر..

نساء اجتحن القرى والمدن مناديات بإرادة الحياة وبالحقوق والحريّات... نساء تجرّأن على ذلك حيث تردّد رجال كثيرون... أليس تاريخ تونس تلك الصفحات التي دونت فيها أجيال من التونسيات نضالات ستظلّ منحوتة في الذاكرة على مرّ القرون؟ ويذكر أن يوم 15 سبتمبر الجاري سيشهد المسرح البلدي بالعاصمة، على الساعة السادسة مساء، حفل توقيع كتاب «مادام في الثورة التونسية نساء".

سناء الماجري